اِلتأم بالمجمع التونسي «بيت الحكمة » حفل بهيج بمناسبة تكريم الموسيقار
صالح المهدي، شاركت فيه نخبة من الباحثين والمختصّين في الموسيقى، وجلّهم من
زملائه وأصدقائه وتلاميذه.
وقد تركّزت المداخلات على إبراز الميادين التي تألّق فيها صالح المهدي. ففي
العزف، اشتهر بإتقانه للعود والكمنجة والرباب والقانون، واحتلّ المرتبة الأولى
على الصعيد العربي بين أشهر عازفي الناي. وفي التلحين، برع في طرقه للنمطين
الآليّ والغنائي، فوضع عددا من البشارف والسماعيّات واللونغات والمعزوفات الحرّة،
ولحّن في النمط الثاني كمّا هائلا ورائعا من القصائد والاناشيد الوطنية والكشفيّة
والمدرسيّة بالفصحى والدارجة. وفي الغناء، ساهم صالح المهدي في تسجيل عديد
الوصلات والنوبات بخزينة الإذاعة الوطنية. وفي التدريس، تخرّج على يديه خيرة
الموسيقيّين في تونس.
أمّا في الإدارة، فقد تقلّد مناصب عديدة في وزارتي التربية والثقافة، وبفضل
مبادراته الجريئة، رأت النور عديد الفرق مثل الأركاستر السمفوني التونسي والفرقة
الوطنيّة للفنون الشعبيّة وغيرهما. وبإشرافه انعقدت عديد التّظاهرات والمؤتمرات
والتربّصات والمهرجانات، إلى جانب رئاسته للمجمع العربي للموسيقى والمعهد
الرشيدي وعضويته في عدد من المجالس الدوليّة للموسيقى.
ولعلّ أبرز ما يميّز فكر الفنّان صالح المهدي هو التوازي بين الاصالة والحداثة
سعيا منه إلى مواكبة التطوّرات والمتغيّرات التي تشهدها المجتمعات والشعوب.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات