انعقدت أيّام الخطّ العربيّ الثّانية ببيت الحكمة في ماي 2006 بإدارة الأستاذ خليل
قويعة، بالتعاون مع مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثّقافة باستانبول، وشارك فيها
أكثر من عشرين باحثا ومؤرخا واختصاصيّا في الفنون العربيّة الإسلاميّة عموما
وفنون الخطّ بالخصوص، وقد أتوا من عدة أقطار شقيقة مثل تركيا والجزائر
وسوريا والمملكة العربية السعودية والعراق وغيرها.
ولقد توصّلت الندوة إلى نتائج مضيئة في مجال المقاربات التشكيليّة الحديثة، إذ
كان للخطّ العربي إسهام رائد في أوجه الحداثة الإبداعيّة. وكانت ورشة التفكير
التي ذيّلت بها النّدوة قد حثّت على ضرورة مراعاة مهندسي البرمجيّات المعلوماتيّة
لخصوصيّات هذا الفنّ الجماليّة والتقنيّة والإفادة من ممكنات أدواته الأصليّة.
وعلى هذا الأساس، تكون الحاجة ملحّة إلى حضور الخطّاط الأكاديمي في شواغل
التصنيع التي يخوضها هذا الفنّ على المستوى العملي، بل لتوسيع برنامج عمله وتأثيث
ورشته بأدوات أخرى موازية من قبيل البرمجيّات الرقميّة والمتمّمات الحاسوبيّة ذات
الفوائد الابتكاريّة والتصميميّة.
وجاء الكتاب الذي يتضمّن فعّاليات هذه الندوة تحفة فنيّة رائعة، بما اشتمل عليه
من لوحات ممتازة بالألوان ونسخ طبق الأصول لمخطوطات ومصاحف ومسكوكات
وغيرها، مع جمال الخطوط بأنواعها وأشكالها، وأناقة الطبع، وجودة الورق
والتسفير.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات