كان للفقهاء في المغرب الأقصى نشاطهم في خدمة المذهب المالكي ودعمهم
لحركة التأليف وخاصّة في مجال التوثيق والقضاء وفي ميدان القواعد الفقهيّة
والفتاوى والأحكام، عندما واجهوا أوضاعا اجتماعيّة جديدة في القرن الثاني عشر
الهجري.
ومن هؤلاء الفقهاء أبو علي الحسن بن رحّال )المتوفى سنة 1140 ه( الذي ألّف
كتاب «كشف القناع عن تضمين الصنّاع ». وهو يتناول موضوعا فقهيّا من مواضيع
المعاملات الناجمة في الحياة الاجتماعيّة، ويتعلّق بضمان الصنّاع بأنواعهم فيما
يتعاقدون على استصناعه، والأُجَراء فيما يستأجرون على إنجازه. ونظريّة الضمان
عامّة من النظريات التي حظيت باجتهاد العلماء قديما ودراسة الباحثين حديثا، وهي
نظريّة مبنيّة على العدل والحقّ، تهدف إلى حماية المال وتحديد حقوق أصناف من
المتعاقدين.
حظي هذا الكتاب من قبلُ بعناية بعض الدارسين للمجتمع المغربي، خاصّة منهم
الأستاذ «جاك بارك » الذي نشره مع ترجمة فرنسيّة بالجزائر سنة 1949 .
وتمتاز هذه الطبعة المحققة بتعاليق ضافية وتعريف بالمؤلّف ودراسة لكتابه وإبراز
لأهميّة الضمان في مجال المعاملات والقضاء الذي مارسه الحسن بن رحّال وحفزه
إلى بحث موضوعات رأى أنّ بعض قضاة عصره قد انحرفوا فيها عن الصواب.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات