تعرّض أصحاب الأخبار والتواريخ إلى ولع الخلفاء والسلاطين والأمراء بالصيد،
وهذا ابن خلدون يقول في «كتاب العبر « : » الخبر عن الآثار التي أظهرها السلطان
المستنصر بالله الحفصي في أيّامه، أوّلها الصيد بناحية بنزرت، اتخذه للصيد فأدار
سياجا على بسيط من الأرض قد خرج نطاقه عن التحديد، بحيث لا يراع فيه سرب
الوحش. فإذا ركب للصيد تخطّى ذلك السياج في لمّة من مواليه المختصّين وأصحاب
يبرزون بما معهم من الجوارح بازات وصقورا أو كلابا سلوقيّة وفهودا، فيرسلونها
على الوحش وقد وثقوا باعتراض البناء لها من أمام... »
ومن النصّ المثبت على الورقة الأولى من هذا الكتاب نتبيّن أنه ألّف للأمير
المستنصر بالله الحفصي. وقد بذل مؤلّفه جهدا في جمع عدّة مراجع عربيّة وتآليف
شتّى للهند والترك والفرس. ونستطيع أن نكوّن فكرة عن محتوى الكتاب من خلال
عناوين فصوله :
- في تعديد الجوارح وصفاتها وتفضيل الكلاب،
- في كيفية سياستها والتصيّد بها،
- ذكر الأدواء العارضة لها وعلاجها،
- في علاج علل الحلوق والأجواف والجراحات والشقوق العارضة في أعضائها،
- في صفات الفهود وعلاجها، الخ...
ففي الكتاب مادّة ثريّة للبحث العلميّ الحديث، وفيه أيضا تصوير لجوانب طريفة
من الحضارة الإسلاميّة.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات