صفحاتٌ حِسان وثمارُ جنان وحالة فريدة من ديوان البلاغة التونسية في العصر الحديث، وقطائفُ عسلية من كلام أهل تونس من أرض النخلهْ إلى برّ الدخلهْ، ومن حكاياتهم الطريفة الماتعة، وأقوالهم البليغة الذائعة، ومن ركايِز الحديث في حواراتهم، ومن طقاطق الكلام الزمني في تعليقاتهم الرشيقة. تحصد أيها القارئ حِلَلَها وتقطف من عناقيدها وتجني رطبها من عراجينها وحبّات زيتونها من أغصانها. وهي لطائفُ سرودِ أمثالهم السائرة التي ستكتشفها اكتشافا، وهي استعاراتهم اليومية وعباراتهم الجاهزة التي تنصهر في معاشهم وتتخلّل أعراف حياتهم، وفي آداب المجاملات عندهم، في مواسمهم وفي أفراحهم وأتراحهم. وهذا النشاط البلاغي الذي نحاول حصره بين دفَّتَي ْكتاب صغير ونعبّر به عن عشقنا العشّاق لبلاغة التوانسهْ إنما حالُنا تراها معه تْقولِشْ علينا نْكَتّْفُـو في قطّوس برّي لأنّه نشاط حيّ يتطور يوميا بتطوّر مقامات استعمال اللغة، ويتلوّن بتلوّن الرغائب والحاجات، والمقاصد والمصادر الثقافية والكفايات التواصلية.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات