هذا نصّ محاضرة ألقاها، في نطاق «منابر بيت الحكمة »، الأستاذ إيغون ماتزنر في
فيفري 2003 ، وهو اختصاصيّ نمساويّ في العلوم الاقتصادية والاجتماعية ومستشار
علمي لدى وزارات ألمانيّة ونمساويّة وعدّة منظّمات دولية.
بدأ المحاضر بتحليل ركائز الهيمنة الأمريكية في ثلاثة ميادين مترابطة :
الميدان العسكري والتكنولوجي والميدان المالي والصناعي وأخيرا مجال التأثير
الإديولوجي عبر الوسائط. ثمّ انتقل إلى تحديد مفهوم العولمة الشائع وهو : التنمية
المتزايدة للتجارة الدوليّة ونموّ الشركات المتعدّدة الجنسيّات والاستثمار الأجنبيّ
المباشر وارتفاع حجم المعاملات الماليّة وسرعتها الفائقة. لكنّ الأستاذ ماتزنر يميّز
بين ثلاثة مدلولات للفظة «العولمة » : المدلول الأوّل يشدّد على وضع قواعد يتمّ
تطبيقها عموما )مثلا تطبيق القوانين الأمريكيّة في حالة نشوب خلافات بين المصالح
الأمريكية والمصالح الأجنبية(. والمدلول الثاني يشمل المساوئ )مثل الاحتباس
الحراري( كما يشمل المحاسن )مثل القضاء على الأوبئة(. أمّا المدلول الثالث فهو
يعتبر العولمة عرضا شاملا لبضائع شركات خاصّة )مثل كوكاكولا( أو لبرامج
إعلاميّة )كالّتي تبيعها شركة مايكروسوفت(.
وخلص المحاضر إلى أنّ نظاما عالميّا متعدّد الأقطاب قد يخلق الظروف الملائمة
لتعاون دولي تستفيد فيه جميع الأطراف بالمرابيح والمنافع، في حين أنّ عالما ذا
قطب واحد لا تستفيد منه إلاّ بعض الشركات الخاصّة فقط.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات