أتاحت المحاضرات والمداولات في هذه الندوة الفرصة للمتدخّلين كي يتطرقوا
إلى عدد من المسائل التي ما زالت إلى اليوم من واقع الحال : ما هو مدى الانهيار
الحاصل في أوروبا الشرقيّة وما هي دلالته؟ ما هو تأثير هذه التغييرات على المجموعة
الأوروبيّة؟ ما هي النتائج المتوقّعة لهذه التحوّلات على المجموعة المغاربيّة؟
ذلك أن انهيار الماركسيّة اللنينيّة مثّل حدثا تاريخيّا عالميّا بأتمّ معنى الكلمة،
وانهارت معه المفاهيم والمصطلحات الموروثة عن المواجهة بين الشرق والغرب،
وعوّضها الخطاب الليبرالي الذي يشيد باقتصاد السوق وبالملكيّة الفرديّة ومزايا
العولمة، كما لو كان هذا كلّه كافيا لتأمين الرخاء والسعادة للعالم بأسره. وفي
الواقع لا يحقّ لنا الآن أن نبتهج «بنهاية التاريخ » كما زعم بعضهم، لأنّ أقلّية من
المحظوظين فقط تواصل التمتّع بامتيازاتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة على مستوى
سكّان العالم، وبهذه الصفة فهي لا تنفكّ تجابه معارضة المرفوضين والمهمّشين
ومقاومتهم.
ومن جهة أخرى، فإنّ تضاؤل الحركات اليساريّة في أوروبا وفي بعض المناطق
من العالم الثالث – ومن بينها منطقتنا المغاربيّة – أدّى إلى تدعيم فلسفة حقوق
الإنسان ومبادئ دولة القانون والمؤسّسات والمجتمع المدني. كلّ هذه المسائل،
تمّ تعميقها في الندوة من طرف خيرة الخبراء وأهل الذكر، مع مراعاة شرطين
أساسيّين هما عدم التشبّث بحقيقة وحيدة والتدخّل كمفكّرين أحرار في المداولات
والمناقشات.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات