ضمن سلسلة «منابر بيت الحكمة »، تندرج هذه المحاضرة التي ألقيت في الدورة
الحادية عشرة لملتقيات قرطاج الدولية حول موضوع العنف )أفريل 2008 (.
يرى المحاضر أن الحوار الصعب الذي يسعى العالم العربي إلى إقامته مع الغرب
يتعرّض إلى إشكاليّتين كبيرتين، هما الخلط بين مفهومَيْ الإرهاب والمقاومة من
جهة، وطبيعة المقاومة الفلسطينيّة، من جهة أخرى. ولابدّ في البداية من رفع
الالتباس المتعمّد بين الإسلام والعنف، ومن توضيح الفروق بين الإرهاب الأعمى
والمقاومة التي لا تخضع إلى دوافع انتهازيّة أو إديولوجيّة، وإنّما تأتي كرَدّ فعلٍ
على الاحتلال الأجنبي وتنبع من الواجب الوطني في سبيل الدفاع عن حرمة الوطن
وشرفه. ويتطرّق المحاضر في هذا الصدد لموضوع الاستشهاد مؤكّدا أنه «يجدّد
شروط المعركة غير المتكافئة وقواعدها » وأنه «لا يوجد استشهاد دون قضية
عظمى ». وإذ يستعرض المحاضر دروس التاريخ الأوروبي، فهو يذكّر بالغارات التي
شنّت على مدينة «دراسد » الألمانية التي أوقعت مئات الآلاف من الضحايا، كما يذكّر
بأهوال الحرب على «هيروشيما » و «نغازاكي »، ثم يتساءل : هل يجوز للغربيّين أن
يتجاهلوا المبادئ الأخلاقية في حربهم العالمية الثانية وأن ينادوا بتطبيقها لمّا يتعلق
الأمر بالمقاومة اللبنانية أو الفلسطينية ؟
ويختم المحاضر بقوله : «إنّ الدعوة إلى تخلّي الشعب الفلسطيني عن المقاومة
يعني إرغامه على الخضوع للاحتلال الإسرائيلي إلى الأبد وفقدان حقوقه السياسيّة
والترابيّة .
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات