اقترح المؤلّف في هذا الكتاب مقاربة تحليليّة للمهرجانات، فبدأ بوضعها في إطار
النشاط الثقافي وجهود التنمية، مصنّفا هذا النوع من التظاهرات الثقافيّة حسب
مصدرها )سياسي، تقليدي أو محدث( ثمّ حسب الغاية من تنظيمها )تنشيط ثقافي،
تتويج لمسيرة فنيّة، نشر للثقافة، صيانة للتّراث، تنشيط للمعالم، جلب للسوّاح...(
وأخيرا حسب طرق تنظيمها.
واتّخذ مهرجان طبرقة نموذجا، فركزّ عليه البحث لأنّ هذا المهرجان أوّل ما نظّم
في تونس غداة الاستقلال إذ انطلق سنة 1961 ، ولأنّه تواصل بلا انقطاع تقريبا في
موعده السنوي، ومازال قائما إلى اليوم. ومن أسباب اختياره أيضا أنّه حظي بعناية
فائقة من طرف المسؤولين وكان له صدى في تونس وفي الخارج، رغم أنّه لم ينظّم
في العاصمة أو في مدينة كبرى.
والمتأمّل في هذه الدراسة يلاحظ أنّ المؤلّف لم يقصد التنويه بالمهرجانات ولا
الحطّ من شأنها، بل سعى إلى تقييم هذا النوع من التنشيط الثقافي بالتركيز على
مهرجان طبرقة، لإبراز نقاط الضعف والقوّة فيه، بأكثر ما يمكن من الموضوعيّة.
والمؤمّل أن يساعد هذا العمل على إبراز أداء المهرجانات عموما بالقياس إلى طموحاتها
الثقافيّة واهتماماتها السياحيّة.
وفي الكتاب قائمة في المهرجانات التونسيّة إلى حدود سنة 1983 وبيانات
ببليوغرافيّة ضافية وفهارس مفيدة.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات