هذا نصّ محاضرة ألقاها، في نطاق «منابر بيت الحكمة »، الأستاذ محمّد اليعلاوي
بمناسبة الاحتفال بعشرينيّة تأسيسه وفي حفل تكريم أوّل رئيس له الدكتور أحمد
عبد السّلام.
تعرّض المحاضر لجوانب عديدة من شخصيّة المحتفَى به، فذكّر بتخرّج أجيال
من المدرّسين والباحثين على يديه، من الذين كوّنوا إطارات الجامعة التونسيّة
وعملوا في أقرب وقت على إرساء ذاتيّتها وتحقيق استقلالها عن الجامعات الأجنبيّة.
كما ذكّر بمزيّتين في تدريسه للحضارة العربيّة المعاصرة :
1( اهتمامه خاصّة بالحقل التونسي انطلاقا من أطروحته الثريّة عن المؤرّخين
التونسيّين في القرون الثلاثة قبل القرن العشرين ومواصلة بدراسة الفكر الإصلاحيّ
التونسي )مع التركيز على خير الدّين وأحمد بن أبي الضّياف(.
2( أمانته العلميّة في التحليل والاستنتاج، التي تجلّت في بحوثه قبل الأطروحة
وبعدها.
وقد كان للأدب قسط لا يستهان به من اهتماماته، كما تشهد بذلك فصوله في
مجلّة «المباحث » وغيرها عن بعض قضايا الأدب المعاصر كالقصّة والمسرحيّة
والعاميّة والفصحى... وكان الأستاذ أحمد عبد السّلام، علاوة على هذا، مناضلا نقابيّا
وصاحب مآثر في الحقل الإداريّ والجامعيّ )منها بالخصوص إسهامه في إنشاء مجلّة
«الحوليّات »(. وكان له حضور بارز في النّدوات والملتقيات الوطنيّة والدوليّة
والمؤسّسات العلميّة العربيّة والأجنبيّة.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات