لمّا اختار المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون «بيت الحكمة » كتاب «زاد
المسافر وقوت الحاضر » لإعادة نشره كاملا بمقالاته السبع، كان حافزه دوافع
التواصل اللامتناهي والتفاعل المعرفيّ مع الطبيب والصيدلاني أحمد بن الجزّار، الذي
كان أيضا أديبا موسوعيا وأحد أعلام مدرسة القيروان الأصيلة.
يقول ابن الجزّار في وصف هذا الكتاب : «إنّي ذكرت في كل باب منه ماهيّة العلّة
التي يُقْصَد إلى ذكرها ومداواتها، وأثبتّ حدّها المبيّن عن طبيعتها ومكانها، والسبب
الفاعل لها، والبرهان الدّال عليها... ثمّ قفوت ما ذكرت بوحدة العلاجات الجليلة التي
تحيط بكل أجزاء الموادّ الدوائية على المنهاج الطبّي الصناعيّ. »
ومن خلال هذا الوصف، نتبيّن أنّنا بصدد كتاب طبّي موسوعيّ هامّ، وهو من أهمّ
كتب ابن الجزّار. وتكمن خصوصيّته في ذلك التفاعل الحضاريّ والتداخل الثقافيّ
الذي اتّسم به، ممّا جعله يلقى الانتشار والذيوع في أغلب الأقطار والأمصار قديما
وحديثا. وما كان لهذا الكتاب أن يتجلّى في مثل هذه الصورة الرائقة لو لم يعتمد
بيت الحكمة على جهود المحقّقين الأجلاّء، الذين قدّموا كثيرا من التضحيات خدمة
للمعرفة والفكر في بلادنا.
والكتاب مذيّل بمعجم عربيّ فرنسيّ إنقليزيّ وأحيانا لاتيني للمصطلحات وللنباتات
الطبيّة الواردة فيه.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات