في نطاق الاحتفاء سنة 2009 بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلاميّة، يصدر هذا الكتاب،
فينضاف إلى آثار أحمد بن الجزّار القيرواني التي أصدرها المجمع التونسي «بيت
الحكمة » تدريجيّا على مدى السّنوات الماضية. ولقد اعتمد المحقّقان المخطوطة
الوحيدة الموجودة بالقاهرة والتي لم تطبع إلى اليوم.
يقول المؤلّف في مقدمته إنّه جمع في كتابه من «أقاويل الأوائل في حفظ
المشائخ لتدوم لهم الصحّة إلى وقت آجالهم، صحّة تلائم أبدانهم ». ولقد وصف ابن
الجزّار في هذا الكتاب أدوية جرّبها وحمدها عندما بلغ سنّ الستّين – وهي سنّ بَدْء
الشيخوخة في نظره – وقدّم للمسنّين جملة من النصائح للمحافظة على صحّتهم،
جلّها مقتبس من كتاب له مفقود بعنوان : «العدّة لطول المدّة »، وقد ذكره ابن
أبي أصيبعة في «عيون الأنباء .»
من هذه النصائح : سلامة المحيط ونقاوة الهواء وخلّوه من الرطوبة والعفونة،
وتناول الطّعام في أوقات مضبوطة، واجتناب الشبع، وعدم الإفراط في السهر الذي
يهزل البدن، وممارسة رياضة مسكّنة وبطيئة كلّ يوم. يقول : «إنّ الموسيقى
والرّياضة ملائمان للطبيعة... ومن يمكنه استعمال هاتين الصناعتين استعمالا جيّدا
فإنّه يورث بدنه ونفسه أدبا حسنا ». ومن نصائحه أيضا : الابتعاد عن الهموم وتجنّب
الغضب وإصلاح أخلاق النّفس. والملاحظ أنّ كلّ هذه القواعد الصحيّة مازالت
صالحة إلى يومنا هذا، بعد مرور أكثر من ألف سنة على وفاة ابن الجزّار.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات