هل يمكن للديمقراطية ان تولد من رحم الاستبداد؟
تكمن الإجابة في ان أنظمة الاستبداد هي الأكثر حديثا عن الديمقرطية والأكثر استنادا اليها في مواجهة خصومها. وهو فعل سلطوي يبدو ان ثورة تاريخية من اجل الحرية لم تؤثر فيه الى حد الان.
ان في ذلك دليلا إضافيا على ان الاستبداد اكثر من مجرد اشخاص او أسماء في السلطة وانما منظومة كاملة من الفكر والممارسة يتشارك فيها عقل حاكم ووعي قمعي ومؤسسة كبرى يتداخل فيها الأيديولوجي والسياسي والثقافي والاجتماعي.
لهذا السبب لم يخرج الوضع العام بعد من دائرة الملاسنةالديمقراطية او بتعبير اخر مجرد ديمقراطية اللسان وهي تلك الختزنة ضمن مؤسسة الحكم في خطاب محشو بمفردات ديمقراطية.
وفي ذلك عقل سياسي متخلف لم يرتق بعد الى استيعاب المفهوم المؤسساتي للدولة متمسكا بالخلط بين الدولة والسلطة الى حد الذي لا وجود فيه لسلطة سياسية وشعب وإقليم الا سلطة الحاكم وشعب السلطة وإقليم الحاكم الشخصي.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات