سيجد القارئ هنا نوعا من التقاطع بين الذكريات والمذكرات والسيرة الذاتيّة دون أن ألتزم بقواعد السيرة الذاتيّة وشروط سرد الذكريات ومتطلبات الكشف عن المذكرات... ليس ذلك بسبب عسر كشف الذات أو نتيجة تضخيمها... إنّما ليكون هذا التقاطع مؤشرا على موضوعيّة التّمشي وصدق المبتغى. فسرد مسيرتي الذاتية يتطلب تداخلا بين هذه الأجناس وبين أدبيّات أخرى كالرواية والتاريخ والفلسفة لذلك لم أتوخّ السرد فقط بل استعملت التفكير الفلسفي أحيانا والتحقّق التاريخي أحيانا أخرى كما استعدت زمن البدايات واستشرفت زمن المصير كاشفا ميولاتي وقناعاتي معلنا نجاحاتي وخيباتي مستحضرا صداقاتي وخصوماتي...وأنا الآن بصدد إعداد الجزء الثاني الذي سأتناول فيه بنفس الأسلوب مسيرتي الفلسفيّة بحثا وتدريسا في الجامعة و خارجها والتي لا تخلو هي أيضا من تجارب حملت لي صداقات وخصومات سأذكرها وأذكر أصحابها بالاسم أحيانا ومنهم من رحل عن هذه الدنيا لتكون هذه المسيرة مساهمة مني في إلقاء بعض الأضواء على فترة مهمّة من تاريخ الجامعة التونسية التي هي جزء من تاريخ تونس المعاصر المفترى عليه في كثير من أحداثه و شخصياته.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات