أصبحت عبارة العيش المشترك اليوم مبتذلة فقد جرى استعمالها من قبل الإيديولوجيّين والسياسيّين للدّفاع عن نظام معيّن يعتبرونه ضروريّا في مجتمعهم. مع أنّه يمكنها أن تكون هي ذاتها فخّا عبر تسويق صورة غير واقعيّة للمجتمع بواسطة محو الصّراعات والمواجهات والإقصاء وأشكال العنف الملازمة عموماً لأيّ وسط اجتماعي.
ولكنّ فلسفة العيش المشترك في كنف الكرامة تلك التي أدافع عتها في هذا الكتاب قد فتحت حقلاً نظريّا مهمّا يستعيد مفاهيم إجرائيّة على غرار الإنسانيّة، والعدل، والعنف، والحقوق من أجل دراستها في ضوء هذه الفلسفة الجديدة. والرّهان هنا هو سيادة الفرد الحرّ ضدّ التحيّز الجمعي دون أن يسقط الفرد في غياهب الوحدة والتفكّك. فالدّفاع عن الحرّية وعن الحقّ في الاختلاف وعن الغيريّة هو في النّهاية نضال من أجل أن تكون كرامة الشّخص أساس كلّ عيش مشترك.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات