لقد أصبحت أشعّة الليزر، بعد التطور الذي طرأ على تقنية صنعها منذ اكتشافها
سنة 1960 ، إحدى أهمّ الوسائل المستخدمة في الصناعات التي تتطلّب دقّة كبيرة
وطاقة عالية. لفظة الليزر غدت لفظة مألوفة اليوم، لكنّها ترتبط غالبا في أذهان
عامّة الناس بالحروب وأسلحتها الفتّاكة المدمّرة، فيطلقون عليها اسم أشعّة الموت.
وهي بالفعل كذلك، وإن كان لها من التطبيقات ما يجعلها مثالا ساطعا على إمكانيّة
تسخير العلوم لخير الإنسان وسعادته.
تتبّع المؤلف الأطوار التاريخيّة لاكتشاف اللّيزر، بدءا من الذرّة كمصدر للأشعّة
ومرورا بالحديث عن طبيعة الضوء، وانتهاء إلى ما يُبذل حاليّا من جهود لتحسين
جهاز الليزر ومضاعفة قدرته مئات المرّات، وذلك باستخدام موادّ وتراكيب جديدة.
كما تتركّز الجهود اليوم على تطوير أجهزة اللّيزر الغازيّة، مثل ليزر الهليوم-
نيون.
وعن الاستخدامات السلميّة للّيزر، يمكن الإشارة إلى مساعدة الطائرات في الملاحة
الجويّة، وإنشاء الطرق وقياس المسافات، ومعالجة الأمراض السرطانية، وحفر الأسنان
دون ألم، وتوجيه السفن الفضائية، والاتصال بالعوالم والكواكب البعيدة عنّا، إلخ...
لكن مخاطر اللّيزر كبيرة )كالحروق البليغة في الجلد أو في شبكيّة العين( ولهذا
يتطلب استعماله احتياطات كثيرة.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات