لقد اهتمّ الأستاذ الدكتور محمّد سويسي، منذ وقت مبكّر، بتاريخ العلوم في
الثقافة العربيّة الإسلاميّة عامّة، وفي البلاد التونسيّة خاصّة، منقّبا في التّراث الرياضي
على وجه الخصوص، دون أن يغفل سائر الاختصاصات العلميّة الأخرى.
وخلال مسيرته العلميّة الطّويلة، تمكّن من تأسيس «مدرسة » وأشاع الوعي بين
تلاميذه وطلبته بأنّ المسيرة المعاصرة للبحث العلميّ في تونس والبلدان العربيّة
الإسلاميّة لا يمكن أن تحقّق النجاح المأمول إلاّ إذا أمسكت بطرفي المعادلة : الأصالة
العلميّة / التّفتّح على التقدّم العلمي الحديث. وفي هذا الإطار، كانت مسألة تعريب
العلوم من أبرز القضايا التي استقطبت اهتمام محمّد سويسي.
وتضمّ فعاليات الندوة المهداة إليه مداخلات ثلّة من الجامعيّين تدارسوا فيها
أعماله، وحلّلوا آفاق البحث التي تفتحها، كما تطرّقوا إلى العربيّة بوصفها لغة
العلم )وبالخصوص لغة الرياضيّات(. وتناولت مداخلات أخرى مسائل علميّة مثل:
«ترجمة كتاب الأحجار لأرسطو » و «ظاهرة الكسوف في المجتمعات القديمة
وتداعياتها الاجتماعيّة والنفسانيّة » و «بصمات عربيّة على الكرة السماويّة ». وفي
الجملة، أبرزت الندوة أنّ للعربيّة جذورا ضاربة في تاريخ العلوم، وأنّها قادرة على
مواكبة العصر والإسهام بثقة وتبصّر في مسار التقدّم العلمي.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات