فكّر عدد من الأساتذة الجامعيّين في إنجاز فصول تساهم في التعريف بنظريّات
الشعر عند العرب وغير العرب، وتصل الحديث بالقديم وتعرض خلاصة الطارف
والتليد عرضا أمينا فلا تُثني على الأوّل لجدّته ولا تبخس الثاني لقدمه. واتّفقوا على
المراوحة بين النظريّة والممارسة والاستعانة بهذه على تقييم تلك، على أن تكون
الممارسة كلّية تستوحي نظريّات الشعر جميعا وتستنير من مناهج درسه جميعا،
كما اتّفقوا على تقديم الممارسة على الخطاب النظريّ. وخصّصوا أولى أعمالهم
للشابي، ذلك «البلبل السماوي » كما وصف نفسه في «يوميّاته »، كي يعيدوا النظر
في أدبه من جديد، ولو أدّى بهم ذلك إلى الذهاب في مسالك بعيدة...
وسيلاحظ قارئ هذا الكتاب خطابين اثنين : أحدهما لابس نصوص الشاعر سعيا إلى
استكشاف ما خفي من أمرها، في حين ابتعد الخطاب الثاني عن نصوص الشاعر شيئا ما
وطرق ما انفتح له عنه من سبل الشعر ومسالك الكتابة. وهذه عناوين دراساتهم :
- الأشواق التائهة، مدخل إلى شاعريّة الشابي : حمّادي صمّود
- لحظة المكاشفة الشعريّة عند الشابي : محمد لطفي اليوسفي
- الشعر في كتابات الشابّي النثريّة : محمّد قوبعة
- الخط والدائرة، الأسطوري في «أغاني الحياة » : هشام الرّيفي
- شعريّة الكلمات وشعريّة الأشياء من خلال «صلوات في هيكل الحب » : عبد الله
صوله.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات