بمبادرة من «بيت الحكمة »، سعت مجموعة من الأساتذة الجامعيّين إلى توفير موقف
تنظيريّ يحدّد معنى الترجمة ويوظّف دورها. واتّسم عمل هذه المجموعة بسمتين :
1 – تمثلت الأولى في المجهود الفردي، حيث اضطلع كلّ باحث بأعباء الدرس
والتخطيط وعرض مدوّنة المراجع عرضا نقديّا.
2 – وتمثلت الثانية في النقاش الجماعي الذي سمح بإثراء المواقف وفتح آفاق جديدة
لكلّ باحث.
ففي الجانب التاريخيّ اقترحت الأستاذة منجيّة منسيّة موضوعا يتناول قضية
الترجمة عند العرب قديما )حتى العهد العبّاسي(. ودرس الأستاذ كمال قحّة قضايا
الترجمة في فجر النهضة العربية الحديثة. وفي الجانب التنظيري الخالص تقصّى
الأستاذ محمّد عجينة نظريّات الترجمة. ثم اتّسع البحث إلى الجانب التنظيري الميداني
مع دراسة الأستاذ أبو يعرب المرزوقي للترجمة العلميّة بما هي ظاهرة اجتماعية
وفنيّة. أما الأستاذ الباجي القمّرتي فقد اختار موضوع الترجمة العلميّة والتقنيّة،
اقتناعا منه بأنّ الفصل بين الحقلين غير ذي جدوى. وركّز الأستاذ المنصف الجزّار
على الحقل الأدبي فلم يقتصر على استعراض المادّة بالوصف والتحليل بل تخطّاها إلى
رؤية تنظيريّة طريفة. لقد تكاملت هذه البحوث حول محور مركزيّ أساسي أبرزه
الأستاذ كمال عمران، هو فلسفة الترجمة. ولا يخفى أنّ مثل هذه المدوّنة النظريّة
ضروريّة لأنّ الترجمة من اللغات الأجنبيّة إلى العربيّة تستوجب أَضْعاف الجهد المبذول
لأسباب حضاريّة معروفة.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات