يتبيّن جليّا أنّ هيكلة الأحزاب السياسية الموجودة تعطي انطباعا كونها منغلقة على نفسها بطريقة لا تسهل انفتاحها على المجتمع و على محيطها و هو الأمر الذي خلق تباعدا و نفورا بينها و بين الناس ساهم في جعلها لا تدرك و لا تستمع بما فيه الكفاية لتطلّعات المواطن العادي، لذلك على السياسيين مراجعة تلك الهيكلة التي نجدها متشابهة في كل الأحزاب السياسية دون سبب منطقي، و مراجعة كيفيّة تسييرهم لأحزابهم و إيجاد طرق مغايرة لكيفيّة انتخابهم لرؤساء تلك الأحزاب، التي غالبا ما تكون غير ديمقراطية و خاضعة للعلاقات الشخصية، فهل تكون مهمّة الاختيار و التصويت للمنخرطين فقط أم للمتعاطفين مع تلك الأحزاب، لأنّ النتيجة حتما لن تكون مماثلة في كلتا الحالتين، كما أنّ كثيرا من رؤساء الأحزاب يخلطون، لمّا يتحدّثون عن حجم أحزابهم و مدى تمثيليتها، بين المنخرطين صلبها و المتعاطفين معها و هو خلط يؤدّي عادة لمفاجآت انتخابية غالبا ما تكون غير سارّة و سلوك ناتج عن تضخّم للأنا لديهم يجعلهم يضنّون أنّهم أذكى و أكثر مقدرة من عامّة الشعب، ممّا يؤهّلهم لأن يكونوا أوصياء عليه، و دون أن يساورهم أدنى شكّ في ذلك و هو اعتقاد خاطئ بطبيعة الحال، فهنالك عدد هائل من الأساتذة الجامعيين من المفكرين و من الكتّاب و الفلاسفة و من رجال القانون أكثر كفاءة و تمثيلية من أولئك السياسيين لكنّهم اختاروا الابتعاد و النّأي بأنفسهم عن الأحزاب و التجاذبات السياسية كما يحق التساؤل عن السبب الذي يجعل السياسيين لا يريدون التّمتّع بالتقاعد مثل كلّ الناس بما أنّهم مهما بلغوا من العمر عتيّا لازالوا متشبّثين بالعمل السياسي.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات