لرضيعنا شعور منذ ولادته بحاجاته و التعبير عنها لمن حواليه دون انقطاع: و هي حالة الجوع، و العطش، و النوم، و الألم الذي علينا تسكينه، إلخ. و يعرف كذلك التعبيــر عن حـــاجاته الإطراحيــة... و لكن غالبا ما نُخَيّر عدم الاستمــاع إليها لأنّ مجتمعنا دخل الــيوم في "اِستراتجية الحفاضات– لباس أسفل الجسم" الذي يبدو على درجة كبيرة من البساطة. يقترح عليكم هذا الكتاب العملي تصورا أساسه الإصغاء لحاجات الرضيع أو الـطفل الصغير حتى يتعلّم بدوره الإصغـاء إلى بدنه و التعامل معه بصفة تدرّجية. تبدأ هذه التربية مبكّرا عموما في مرحلة ما بين الولادة و سن تتراوح بين أربعة و ستة أشهر في أقصى الحالات، كما تنتهي أيضا مبكّرا، حوالي الشهر الثامن عشر منذ الولادة. و بالإضافة إلى فوائد هذه التربية على مستوى التواصل و التوافق و توثيقها باستمرار بين الثنائي أب/أم و طفل، فإن لها مزايا أخرى عديدة: حفظ صحة أفضل، و عدم وجود مشاكل حُمَامَى الوليد الأَلَوِيَّة [أي الطفح الوردي الذي يظهر على مستوى إلْيَتَيْ – أي ردفي – الوليد] و هضم أفضل لما يتناوله الرضيع أو الطفل الصغير.