نظم سعد الدّين بن عربي في كلّ الأغراض التّقليديّة، باستثناء الهجاء. ولكنّ القصائد والمقطّعات الخاصّة بالمدح والرّثاء والغزل والإخوانيّات والمواعظ والحكم تعدّ قليلة جدّا مقارنة بالمقطّعات الّتي خصّصت لوصف الغلمان وصنائعهم، وهو ما يفسّر أنّ الشّاعر قدّم، من قبل دارسيه القدامى والمعاصرين، باعتباره مبدع هذا الغرض ورائده الأوّل، واستحق بناء عليه صفة «شاعر المهن والصّناعات».
وفيما يخصّ الغلمانيّات تحديدا، تجـدر الإشـارة أنّ سعـد الدّيـن بـن عربـي لا يمكن بأيّة حال من الأحوال إدراجه ضمن أقطاب الغزل بالمذكّر لأنّ شعره في هذا الباب، خلافا لأشعار المتقدّمين ولأشعار معاصريه، ومن تلاهم من وجوه هذا الغرض، خال تماما من الإحالات الحسّيّة، ومن فحش العبارة.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات