قالوا عن «وحْلَة الْكلَابْ «
«وحلة الكلاب»... متّهمان في قفص الاتّهام. قفص الاتهام جزء من «مربّع العدالة الموسّع». يتوسّع مربّع العدالة بسبب «الظّروف الاستثنائيّة». ألسنا في تونس؟ وألسن بأكثر من ضمير تتكلّم بأكثر من اسم، تتناحر وتتعاضد، وقد أصابتها اللّوثة ومسّها المسخ: لسان الإدانة ولسان الدّفاع ولسان الحكمة ولسان الطّبّ ولسان العدالة ولسان السّياسة ولسان الدّين، وغيرها كثير. وفي كلّ كلام انزياح عن القاعدة وعن المعتاد. فرصة نفيسة للضّحك من عالمنا المتردّي.
رضا بوقدّيدة
يُطالعنا نصّ «وحلة الكلاب» أو «الهو» تخفيّا على التّخفّي. تتخفّى الشّخصيّات في ملهاتها التّراجيديّة، وتتخفّى الأحداث وراء صور تمثيليّة، ومجاز يمزج مزجا عجيبا بين بعض الواقع وبعض الخيال، يجذّره في ملابسات اجتماعيّة - سياسيّة كافكائيّة، ويزعزع جميع ما عهده القارئ واستقرّ. في هذه الفوضى العارمة تكون اللّغة سلاحا فتّاكا لكسر جميع القوالب ولابتداع كائنات لغويّة لا نعرف كُنهَها، لكنّنا نؤخذ بسحرها، ويكون التّخفّي مضاعفا فيعانق اللاّنهائيّ في الإنسان.
بشير الورهاني
تقرأ هذه الرّواية فتجد فيها الخيال القصصيّ المبهر، والدّرامية المسرحيّة الشّائقه، والحواريّة الفكريّة والفنّية. وتستهويك الأحداث الواقعيّة أو الرّمزيّة الّتي تفرض عليك لعبة المقارنة والتّأويل. وقد تشفق على السّارد أو السّاردة وهما في أتّون الصّراع مع أساطين الصّفاقة والجذب إلى الوراء، ولا يهابان هدم طوطمها تصريحا مضحكا أو تلميحا مربكا.
هذا نصّ جديد للكاتب فرج الحوار، أو لعلّه تجديد لنصّ يسكن وجدانه ولم يفارق قلمه منذ عقود. ذلك الّذي لا ريب فيه ولا مناص من وضعه كلّ مرّة على محك المراكمة المعرفيّة قراءة وكتابة، وشَحْذه على مواعيد التّاريخ أو شطحات الواقع، إذا كان الرّوائيّ من طينة الممحونين بالفعل الأدبيّ رغم الغربة والنّكران. ورغم الثّوابت الّتي تسِم كتابة الحوار، وتجعل القارئ يتعرّف عليها حسب أفق انتظار مبدئيّ فيفردها بالإهتمام الجدير بها، فإنّ لذّة الإكتشاف مضمونة. ويجدر التّنويه خاصّة بمقارعة المقدّس، وتكريس الهجنة الأجناسيّة.
د. أ علي العبّاسي
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات