هذا الكتاب، بالنّظر إلى مضمونه، لا يشذّ عن الأدبيّات الشّائعة في زمانه، في إطار الثّقافة العربيّة الإسلاميّة، وفي غيرها من ثقافات الأمم في العصر الوسيط الّتي تتضمّن ترسانة من الآثار والأخبار والمواعظ والحكم والأمثال والقصص المثليّة والحكايات الهزليّة، وكلّها تكرّس دونيّة المرأة، وتقضي بناء على ذلك بضرورة إزدرائها، والتّحرّز من شرورها بالتّضييق عليها في سلوكها وحركاتها وسكناتها.
والكتاب لا يدين المرأة المسلمة وحدها، بل يتعدّى ذلك إلى إدانة المرأة اليهوديّة والمرأة النّصرانيّة الشّرقيّتين، وجنس النّساء بصورة عامّة باعتباره يمثّل آفة كونيّة وخطرا داهما يتهدّدان جنس الرّجال، والمؤسّسة الزّوجيّة، والمنظومة الأخلاقيّة الّتي تنهض عليها.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات