تعتبر الأسرة إحدى العوامل الأساسية في بناء الكيان التربوي للفرد ,فهي البذرة الأولى في تكوين نموه و بناء شخصيته و تشكيلها و اكتسابه للعادات التي تبقى ملازمة له طوال حياته,فالطفل مقلد للأبويه في عاداتهم و سلوكهم.إن وجود الأسرة هو امتداد للحياة البشرية,و سر البقاء الإنساني,فكل إنسان يميل بفطرته إلى أن يظفر ببيت و زوجة و ذرية.و نظرا للدور الكبير الذي تشكله الأسرة في المجتمعات نالت اهتمام كثير من الدارسين و الباحثين,أدباء و فقهاء و علماء نفس و علماء اجتماع و تاريخ,و ذلك لاعتبارها أصل الحياة الإجتماعية ,و لبنتها الأولى.و لقد عنى الإسلام عناية فائقة بتكوين الأسرة ,فوضع تشريعا محكما للعلاقات الزوجية,و رسم حدودا واضحة لكل واحد منها بما له و ما عليه,ووضع منهج التربية للذرية و قسم الأدوار بين الزوجين ليقوم كل واحد منهما بدوره الكامل في بناء الأسرة ,و المساهمة في بناء المجتمع الإنساني على امتداده.و في الشريعة الإسلامية نجد كل المقومات الأساسية ,التي تهتم بالجانب الروحي و العقلي ,و الوجداني,و الأخلاقي,و الاجتماعي,التي تحقق توازن الأسرة داخل المجتمع و تماسك بنيانها.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات