ويمكن أن نستنتج أن ليبيا اليوم هي مجتمعُ الورشِ المفتوحة بلا عدٍّ أو حصرٍ
لأنها تعيشُ مرحلة التأسيس الجديد. فأولى هذه الورش هو ضمان الاستقرار
ومأسسته ليس اعتمادا على قوةِ السلاح والنار، وإنما اعتمادا على الحوار والتوافق،
وحتى إن لم يوجد هذا التوافق، فإنه يمكن العمل على بنائه تدريجيا. فلم يعد من
المفيد، منهجيا وسياسيا، التّكيز على أخطاء الماضي، وإنما يكون مُفيدا، على النّقيض
من ذلك، التّكيز على البناء الجديد. ولذلك يقتضي اللقاء بين مكوناتِ المجتمع
اللّيبي الرّاهن والعمل على توافقِ التصورات والمشاريع والخطط حول الكليات
الأساسية كحدّ أدنى من أجل ضمان الاستقرار ومعاودةِ الانطلاق. مثلما يتوجب
العمل أيضا على بناء جسور الثقة بين الفاعلين السياسيين والقبليين والدينيين وبين
المجتمع من أجل الإبقاء على أمل اللّيبيين وكل جيرانهم في مستقبل أفضل واعدًا
وجاذبًا.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات