روّج نظام الحكم السابق عبر وسائل الإعلام الوطنية، بدعم من بعض المؤسسات الجامعية في بساطة وسذاجة لأخطر المفاهيم الإجرائية للتّغلب على أزمة البطالة. لا أحد يعلم إن كلّف الإعلاميون والأكاديميون، ممن انتصروا للمفهوم، أنفسهم عناء البحث في حقيقته وشرح خطورة تطبيقه داخل مجتمع يفتقد أبسط الشروط السوسيو- سياسية، الضرورية لإنجاح التّشغيلية.
اليوم وقد تغيّرت الأوضاع السياسية في تونس، يدعونا الواجب لنشر ما كنّا كتبناه بكل صراحة وموضوعية عن مفهوم التّشغيلية قبل الثورة، معلنين أنّ التّشغيلية، انقلاب على مبادئ الدولة الوطنية إذا ما تمّ تطبيقها في تلك الفترة. أما إذا ما جرى تفعيل مفهوم التّشغيلية خلال هذه الفترة الانتقالية، الهشّة في مجتمع محبط، متردّد، يعاني أخطاء الماضي البعيد ومآسي الأمس القريب، فإنّها ستتحول إلى وقود يشعل اضطرابات غير محسوبة العواقب ونكون جميعا كمن بيتا بالتّبن وراح يتسلّى بإشعال أعواد الثّقاب.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات