يسلط هذا الكتاب الأضواء على الهامشية من زوايا مختلفة:هامشية مسلطة تقوم على العزل و التمييز و هامشية نابعة من إأرادة ذاتية و قناعة داخلية للسير في طريق مغاير,هامشية تضر بالمجتمع و هامشية تتعايش معه,هامشية هدامة مقوضة للذات و هامشية خلاقة دافعة للإبداع.لا تعني الهامشية نفس الشئ و يتغير المفهوم في الزمان و المكان و قد يختلف معناه من فئة إلى أخرى بل حتى من فرد إلى آخر فما هو محقر و منتقص من الخارج يصبح قيمة و تميزا من الداخل,و ماهو غريب من وجهة نظر يغدو مألوفا من وجهة نظر أخرى .لكن هذا لا يعني أن اللامعيارية سيدة الموقف و أن المفارقة أساس الوجود بل أن جدلية الإختلاف و الوفاق قائمة منذ القدم فالمجتمع يقاوم التمرد و يتشبث بأسباب تماسكه لكن يتغذى و ينمو من التجديد فكم من ممارسة كانت هامشية في فترة سابقة فأصبحت قيمة سائدة في فترة لاحقة لكن متى يكون الأمر يسيرا و متى يغدو عسيرا؟تلك مسألة في غاية الأهميةحفزت المؤلف على الخوض في آليات الإندماج و التهميش و لم يغفل عن ذكر علاقة هذا الأخير بالإبداع كما أن تجربته المهنية مع الفئات ذات الإحتياجات الخصوصية جعلته لا يكتفي بالتحليل و يقترح سبلا ميسرة للإدماج راجيا أن يكون الكتاب في خدمة شريحة كبيرة من الباحثين و المتدخلين في الميدان.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات