سنتناول فكرة الوحدة المغاربية منذ النّشأة إلى ما آلت إليه اليوم، وبحث أسباب بقائها معلّقة، بتآمر الخارج وتواطؤ الدّاخل فظلّت حبرا على ورق لأكثر من نصف قرن. مهما اختلفت المقاربات التي تناولت هذا الموضوع من قبل، نرى من واجبنا إعادة البحث في هذه المسألة المحيّرة حقا، محاولين تقديم تحليلا علميا وطرحا فيه شيء من التّجديد والطّرافة من خلال قراءة تاريخية وسوسيولوجية وأنثروبولوجية وسياسية مغايرة لسابقاتها. سنحاول عرض وجهة نظر جديدة تكشف الميكانزمات الخفيّة (الداخلية والخارجية) التي جمّدت مشروع المغرب العربي الكبير.
لقد آن الأوان كي تستيقظ شعوب المغرب العربي من غفلتها، وتفرض رغبتها (إن كانت لها رغبة) على السياسيين وتجبرهم على تجاوز خلافات شخصية، أقرب ما تكون إلى خصومات صبيانية. لن تتحقّق الوحدة المغاربية ما لم تسترد الشّعوب دورها ومكانتها في حركة التّغيير الكوني المتسارع في ندّية وتمايز وتكامل مع باقي الشّعوب الفاعلة في التّاريخ. في انتظار تحوّل حلم الوحدة إلى واقع على يد كتلة بشرية شبابية غير متهرّمة، متعلّمة غير جاهلة، منتجة لا مستهلكة، متحرّرة لا مستكينة، قادرة على منافسة ومجابهة التّكتلات الإقليمية والتّحالفات الاقتصادية والمالية العالمية.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات