انتظمت هذه الندوة المشتركة بين باحثين وعلماء من إيران ونظرائهم من
تونس في وقت تواجه فيه الحياة الفكريّة في المجتمعات العربيّة والإسلاميّة تحديّات
كثيرة وقضايا هامّة منها : ما هي الأرضية الفكرية التي يمكن أن يرتكز عليها الفكر
الإسلامي راهنا؟ هل الحلّ يكمن في مجرّد الانخراط في الفكر العقلاني الحديث، كما
نشأ في سياقاته الغربية؟ ألم يتجاوز الفكر الغربي ذاته عدّة قناعات مازال الكثيرون
عندنا يعتبرونها من المسلّمات؟ أليس من إهدار الإمكانيّات أن نقبع داخل مستويات
من التفكير دون أن نتقدّم فيها، بمجرّد الاكتفاء بردّ الفعل والانصراف عن المبادرات
البناءة والمثمرة إلاّ فيما قلّ وندر؟ هل يمكن أن نجد في مكتسبات الفكر الإسلامي
ما نعالج به مسألة الحرّية في التفكير العام وفي الحياة اليوميّة، ومسألة حقوق
الأقليات وحقوق المرأة في مجتمعاتنا، وقضيّة الحدّ الفاصل بين ما هو كونيّ إنسانيّ
وما هو ذاتي خصوصي، ومسألة العلمانيّة واللائكيّة؟ ما هي قواعد التفكير والتسيير
الجماعيّيْن؟ هل للدين قول في هذه الأمور أو هو مجرّد أمر خاصّ وفردي؟
انعقدت هذه الندوة، إذن، لتحليل القضايا السّالفة الذكر وفهمها والتعّمق في
منطوياتها من أجل إعداد الزاد للأجيال القادمة من شبابنا الذي يواجه وابلا من
الأفكار والتصوّرات والمعتقدات تنصبّ عليه صبّا عن طريق وسائل الاتّصال الحديثة
والمتعدّدة والخارجة عن حدود السّيطرة والرّقابة.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات