من تقاليد المجمع التّونسي «بيت الحكمة » الثّابتة تكريم العاملين الذين قدّموا
للمجتمع أجلّ الخدمات في مجالات العلوم والآداب والفنون. من ذلك تنظيمه في
جانفي 2008 ندوة تكريميّة للأستاذ الدكتور محمّد اليعلاوي، جمعت ثلّة من
أصدقائه وزملائه وتلاميذه الّذين نوّهوا بمزاياه أستاذا وباحثا منتجا، وعرضوا نماذج
من عطائه الفكريّ وصورا من نضاله في مجالات ثقافيّة وإداريّة وسياسيّة عديدة.
وتجلّى هذا التّكريم قبل ذلك في سنة 2007 بنشر «بيت الحكمة » لمؤلّفه الجديد:
«أشتات ثالثة، دراسات وفصول نقديّة » الذي ضمّ حوالي عشرين بحثا توزّعت إلى
دراسات تاريخيّة وتراجم ودراسات أدبيّة ونقديّة اتّسمت بالدقّة والتعمّق وأناقة اللّغة
وطرافة المواضيع.
أمّا الكتاب الحالي فهو عبارة عن «أمزاج » تناول فيها زملاء الأستاذ اليعلاوي
وتلاميذه جوانب مختلفة من اهتماماته، انطلاقا من أطروحته الثريّة عن ابن هانئ
وتحقيقة لعدّة آثار جليلة «كالمقفّى » للمقريزي و «المجالس والمسايرات »
للقاضي النعمان و «ديوان » الشّيخ إبراهيم الرّياحي، وكذلك شغفه بالتّرجمة
تنظيريّا وعمليّا. كما أشادت هذه «الأمزاج » بالمثقّف الرّصين المتواضع الذي أسهم
بعطائه التربويّ والعلميّ والثقافيّ في بناء صرح النّهضة الفكريّة والأدبيّة في تونس
بجدّ وحزم ومثابرة ونكران ذات.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات