ولد الفيلسوف الفرنسيّ الكبير بول ريكور في «فالنس » سنة 1913 ويتم سنة
1915 ، وكان من أقران «غبريال مارسال » و «عمانويل مونييه ». أحرز على الإجازة ثم
التبريز، وشارك في الحرب العالمية الثانية فسجن وأبعد حتى سنة 1945 . وبعد التحرير
التحق بالمركز الفرنسي للبحث العلمي ونال درجة الدكتوراه سنة 1950 ، فدرّس في
عدّة معاهد ثانوية ثم انخرط في سلك جامعات سترازبورغ والصربون وشيكاغو.
إنّ تكريم الأستاذ بول ريكور بالحديث عن مساره الفلسفي يعني إبراز ما امتازت
به أعماله من ميزات كثيرة نادرة، وكيف أصبح على مرّ الأيّام أحد كبار المفكّرين
في عصرنا الحاضر، وذلك بفضل بحثه الدؤوب عن المعنى وطرافة تفكيره الفلسفيّ
العميق والآسر وشغفه بالحقيقة وسعيه إلى الدفاع عن كرامة الإنسان وإضافاته الثمينة
للفلسفة العالميّة. كما يعني الإشادة بكلّ ما تنطوي عليه مؤلّفاته الغزيرة من عبر
للبشريّة الراهنة ولأجيال المستقبل.
وقد ساهم في هذا التكريم الرسميّ أصدقاؤه وتلاميذه وتلاميذ تلاميذه بمقالات نذكر
منها : «ذكريات » للأستاذ عبد الوهاب بوحديبة و «شهادة » للأستاذة فاطمة الحداد
الشامخ و «حضور بول ريكور في الكتابات الفلسفيّة التونسيّة » للأستاذ محمّد محجوب
و «تحيّة إجلال وتقدير » من الأستاذ أحمد الحسناوي و «مسيرة بول ريكور الفلسفيّة »
للأستاذة ربيعة ميمون و «ريكور فيلسوف الغيريّة » للأستاذ فتحي التريكي، ومقالات
أخرى كثيرة لعلّ أبرزها مقالة بول ريكور نفسه بعنوان : «الذاكرة كما يتناولها
التاريخ ». والكتاب مذيّل بمراجع ببليوغرافية هامّة عن المحتفى به.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات