ظاهرة النقد الأدبي أصيلة في حضارتنا العربيّة الإسلاميّة، حيث كان الأدب القديم
يعتبر المنوال الذي ينبغي اتّباعه، وكان يتّسم بالانطباعيّة وتطغى عليه المعايير
الجماليّة الكلاسيكيّة والاعتبارات التاريخيّة البحت. لكن ظهرت في السّنوات الأخيرة،
وفي معظم المجتمعات العربية، اتجاهات «تحديثيّة » أصبح النقد بمقتضاها يتجاوز
التقيّد بالموروث، سواء في المجال الأدبي أو الفني أو الفلسفي.
وللتحاور في هذه القضايا، دعا المجمع التونسي «بيت الحكمة » ثلّة من الباحثين
السعوديّين والتونسيّين. وممّا كان لافتا للنظر أنّ الدّراسات النقديّة في المملكة
العربيّة السعوديّة قطعت أشواطا، حيث تناول الباحثون هناك النهضة الأدبيّة والثقافية
والعلميّة بالدرس، فطرح الأستاذ حسين النعيمي «أسئلة السّياق الروائيّ في السّعوديّة ،»
وقدّم الأستاذ أبو بكر أحمد باقادر «صورة عن المشهد الثقافي العامّ في المملكة ،»
وأبرز الأستاذ حسين أحمد بافقيه «التحوّلات في السّياسة والثّقافة » وما بينهما من
تلازم في بلاده.
كما تناول الباحثون التونسيّون الإبداع في شتى مظاهره بالدرس والتنقيب،
فتعدّدت اهتماماتهم واتجاهاتهم : «خواطر حول النقد والإبداع » )أ.عبد العزيز
قاسم(، «القيم الأساسيّة للنّهضة الأدبيّة » )أ. المنصف الجزّار(، «النقد الأدبي في
تونس من خلال فنّ التّرجمة الأدبيّة » )أ. محمّد توفيق النّيفر(، «النقد محرّكا
للإبداع بين الحليوي والشّابّي » )أ. رياض المرزوقي(.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات