طه حسين اسم أدبيّ عربيّ لامع، وهو الاسم الأدبيّ العربيّ الوحيد الذي بلغ شهرة عالميّة في حياته وبعد وفاته، فهو الآن، ومنذ ستّين عاما، يملأ الدنيا ويشغل النّاس. ولقد كرّمته وأشادت به المنظّمات العالميّة، الثقافيّة والإنسانيّة، وفي طليعتها منظّمة اليونسكو التي بادرت بإعلان سنة 1989 سنة الاحتفال بمائويّة ميلاده على المستوى الوطني والعالميّ. لكنّ تونس قرّرت الاحتفال بهذه الذكرى قبل إعلان اليونسكو، نظرا لما يربطها بطه حسين من علاقات خاصّة ومتميّزة تولّى الأستاذ أبو القاسم محمّد كرو إبرازها بالتفصيل. وقدّم الأستاذ محمود طرشونة «صورة طه حسين في مرآة خصومه »، في حين كانت مقاربة الأستاذ محمد رشاد الحمزاوي مقاربة نقديّة، «مع طه حسين في رحاب مجمع اللّغة العربيّة بالقاهرة ». أمّا الأستاذ حمادي صمود فقد اهتمّ بالأدب وقضاياه في كتاب «خصام ونقد » لطه حسين. وكانت مداخلة الأستاذ محمّد الهادي الطرابلسي بعنوان : «جوامع الأسلوب في أدب طه حسين ». واسترعت النّاحية الأسلوبيّة أيضا عناية الأستاذ عبد الله صولة الذي وازن بين مقولة: «الأسلوب هو الإنسان » ومقولة: «الإنسان هو الأسلوب ». وتناول الأستاذ محمد القاضي قضيّة «الظاهر والباطن في كتاب الأيام »، في حين أبرز الأستاذ عمر مقداد الجمني «مظاهر من المنهج الوضعي في الخطاب التاريخيّ عند طه حسين ». وقدّم الأستاذ جمعة شيخة الدراسات الجامعية التي تناولت بالبحث عميد الأدب العربي. وينتهي الكتاب بنصّ المحاضرة القيّمة التي ألقاها طه حسين بتونس في 3 جويلية 1957 والتي حضرها آلاف من الشّباب ومن عامّة الجمهور وفي الطليعة رئيس الحكومة وعديد السفراء والوزراء وشيوخ جامع الزيتونة.