انتظم يوم احتفالي بمرور مائتي سنة على وفاة الفيلسوف الكبير عمّانويل كانط
بالتعاون بين المجمع التونسي بيت الحكمة والجمعيّة التونسيّة للدراسات الفلسفيّة،
ونشرت أعمال تلك الندوة في هذا الكتاب.
لقد اطّلع العالم العربي على آراء كانط في حقبة متأخرة، رغم جهود بعض الروّاد
المصريّين. وفي الواقع، ليس كتاريخ الفلسفة بصعوباتها وتقنياتها الخاصّة أداة
صالحة لربط الحاضر بالماضي والمقول باللاّمقول واستقراء مصير الإنسان. والمهمّ
أكثر هو الوعي بالقواعد السليمة الرّصينة لإشكاليّة الإبداع الجماليّ والعمل السياسي
اللّذين يظلاّن يهتديان بِهَدْيِ ذلك التحليل العقلاني للعقل، حيث يتجاوز العقل ذاته
وينعرج كما ينعرج النور عبر الموشور ليتّخذ مكانه في مستوى مدلولات متعدّدة،
قد توصف في أزمنة أخرى أو عند مفكّرين آخرين بكونها لا عقلانيّة. لكنّ كانط
استعمل لفظة سحريّة هي لفظة «نقد »، فتمكّن من توحيد تلك المدلولات وجمعها
في نسق فكريّ لا يفتأ تألّقه في ازدياد.
ولقد سعت المداخلات الثماني في هذه الندوة إلى التعرّف على أيّ وجه من
وجوه كانط يقبل معاصرونا، ومن أيّة منطلقات تأويليّة ينطلقون، وأيّة استراتيجيّات
ينتهجون، وأخيرا أيّ اهتمام تحظى به هذه الفلسفة.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات