« يوم في بلارمو » جزء من ثلاثيّة روائيّة يمكن أن تحمل عنوان «السفر إلى
إيطاليا ». لقد «حجّ » عبد المجيد الحوسي إلى بلارمو بحثا عن منابع الحضارة
العربيّة النرمانديّة، حضارة الأندلس الثانية. واستقرّ فيها أكثر من أربعين سنة،
معترفا أنّها أعادت إليه : «تعطّشا إلى فضاء متوسطيّ أكثر حيويّة يؤسّس نهضته
على التجربة القصوى التي تنسج خيوطها اللقاءات بالآخر، ونسبيّة الهويّات والثقافات
والأديان، بما فيها من ثراء وخصوبة... »
ويعتبر الأستاذ عبد الوهّاب بوحديبة، رئيس «بيت الحكمة »، أنّ هذه الرواية
«الأخّاذة، بل الساحرة، تلقي بنا في صميم ما اتّسم به دوما الإنسان المتوسطي قديما
وما سيظلّ يتّسم به إلى الأبد .»
ويرى الأستاذ عبد الرزّاق بنّور أن «من يدرك سطوة الكلمات وسلطانها لا يخشى
الحدود، أيّ حدود .»
ومن جهته، تعرّض المؤرّخ الأستاذ محمد حسين فنطر إلى جوانب طريفة من
صقلّية العربيّة الإسلاميّة، وختم مداخلته بقوله : «من القرن العاشر إلى القرن
الثالث عشر الميلادي، انتشر عرب إفريقيّة، فاستفاد غرسهم من تربة مهيّأة سابقا،
فتمكّن من التجذر، ثمّ أزهر، ثمّ أينعت ثماره، فإذا بها حضارة مشرقة أيّما إشراق .»
أمّا الكاتب والصحافي رضا الكافي، فقد حلّل بكلّ دقّة وأمانة مسيرة عبد المجيد
الحوسي الروائيّة.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات