رجل عار في غرفة عارية يحاسب نفسه و الناس في لحظة صدق فريدة. تحت ضوء شحيح يبدد عتمة الليل، يغوص في تجاويف ذاكرة مترعة بأفراح قليلة و أتراح ترزح بها أعوامه الخمسين، ليصوغ نصا مجلّى "يُنسّي الرواةَ الذي قد رَوَوْا"، فيطوّف في مناحي الذاكرة شمالا حيث إقامته في المهجر، و جنوبا حيث منشؤه و أصوله، و تتوالد الخواطر في صدره ما بين شعر و نثر، لتعبّر عن هموم الفرد و الجماعة، حتى مطلع الفجر.
في الرواية مشاغل كثيرة، منها الخاص، و منها العام، و منها ما يدخل في صميم العملية الإبداعية. فهي تطرح بجرأة أسئلة الكتابة: أي جنس أدبيّ يختار الكاتب لحظة المكاشفة، كيف يصطفي مادة نصه في واقع يمور بالمتغيرات، بأي لغة يسمى تجليات هذا الواقع، كيف يواجه الرقابة بأنواعها و هو يواجه بياض الورقة…
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات