لست بحاجة إلى «مظاهرة» لفكّ عقدي والانتشار بأريحيّة عظيمةٍ شبيهة بتلك التي أستمتع بها في شقّتي الصّغيرة الممتعة، مع غليون، وتبغ جيّدٍ، واهتمامٍ لطيفٍ تجاه جميع الأغراض المألوفة المحيطة بي، بوفائها الذي لا يصيبه وهن. أنا أعاني فقط من زائدٍ أمريكيّ لم أتمكّنْ من تصريفه بوسيلة تعبيرٍ أخرى غير إشهارٍ لطيف سرّيّ مبتسمٍ، من قبيل اليد الممدودة. وهذه الوَفرة الدّاخليّة بلغت مبلغا عظيما جعلني أتخيّل أحيانا، وأنا في أريكتي، أنّه إلى داخلي يعود منبعُ النّهر الرّوسيّ، واسمه أيضا «الحبّ». لم يتمّ اكتشافي بعد، وحدَها الآنسة دريفوس أحسّت بوجوده، لأنّ الحدس متطوّر بصفة خاصّة عند السّود. فهم يشتمّون أفضل منّا بكثيرٍ، بسبب ظروف البقاء على قيد الحياة في الغابات العذراء والصّحاري، حيث تكون مصادرُ الحياة نادرة ومدسوسة في الأعماق. وعندما أحدّثها في أفكاري، فأنا أتدرّب من أجل النّقاش الكبير الذي سيدور بيننا، مع عمليّة القلب المفتوح، أثناء توقّفنا المقبل في بنكوك التي حصلتُ بعد على مطويّةٍ إشهاريّة عنها: «إيريني، أودّ أن أعطيك كلّ شيءٍ، ففي داخلي فائض من الخيرات العاطفيّة لا ينضب. بل إنّ بعض الجغرافيّين يحدسون أنّ منبع نهر «الحبّ» الكبير في داخلي»... هنا أتوقّف عن درسي، وربّما تكون لي فرصة تقديمه يوما في «الكولاج دي فرانس»، عندما يتمّ الاعتراف أخيرا بأنّ البيثونات جديرةٌ بالاهتمام، في وجودها النّسبيّ، من قِبَل هذا المجلس الموقّر والحضارة المنبثقة عنه.
إنّ كلّ ما أطلبه بشكلٍ ملحٍّ، مع التّنبيه والصّرخات الدّاخليّة، التي لا تزعج الجيران، هو شخص أحبّه: أفترض أنّ هذا هو ما يسمّى مجتمع التّدفّقات.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات