و انطلق سعادة السفير العيساوي الدجّاج في رحلته المضنية، عبر شوارع العاصمة الروسية، بسيارته الرسمية، بلا وجهة محددة و لا هدف مقصود... خامرته أفكار سوداء كما تكتسح خفافيش الليل القذرة القصر المهجور فاستوت عنده الأشياء، مهما اختلفت قيمتها... أحسّ بثقل الساعات الستّ المتبقّية التي تفصله عن الساعة الصفر... في تلك اللحظة ... فلتقف إذّاك الأرض عن الدوران و لتمتنع عقارب الساعة عن الحركة و لتمطر السّماء نارا و لتبتلع الأرض أديمها... لن يهمّه لا مصيره و لا مصير الإنسانية و لا مصير هذا القرن الجديد الذي سيحلّ على الحياة يترنّح كالسكّير المخمور تماما، و لن يتفطّن العيساوي الدجّاج لما يدور حوله... لربّما سيأخذه النوم لفراغ محيطه و غياب الوجوه الأليفة حوله، و ستجده الساعة الصفر غارقا في سباته العميق... لن يتفطّن إلى نهاية العالم، و سيمضي هو بدوره إلى العالم الآخر... بكلّ بساطة كما مضى كلّ من سبقوه…
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات