كان عند الزاوية يطحن لحمه بأسنانه ,يطعمه لطفله عله يشبع ,خائفة ترقبه في صمت تحاول جاهدة إستعاب فضاعة المشهد الذي تراه,رجل متعب يضع لحمه المفروم في فم رضيعه ,يسقيه بدل الحليب دما تملكها الرعب و سيطر على كيان مهدد بالإندثار ,أرادت أن تهرب لكن قدماها تمسكتا بالأرض و تعلقتا بها,وضعتاها أمام كائن يمضغ إنسانيته في صمت,عاجزة عن مواجهة عينين تشتعلان في السواد,ترتعشان من الجوع و الشهوة ,تتراقصان داخل الجمجمة ,تحاصران جسدا ينبض بالحياة ,يقف أمامهما متحديا جوعهما.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات