تساؤلات عديدة خامرت الأذهان حول نهضة ممكنة خارج أوروبّا، إلى أن أصدر
الدكتور مسعود ضاهر كتابه : «النّهضة العربيّة والنّهضة اليابانيّة : تشابه المقدّمات
واختلاف النتائج » سنة 1999 . فرأى المجمع التونسي «بيت الحكمة » استضافته.
وانعقد هذا اللقاء الفكريّ لتحليل كتابه والاستفادة من تجربته، بحكم معايشته
ومواكبته لما حدث في اليابان على مدى سنوات.
وأوّل ما يلفت النّظر ذلك الإهداء الذي تصدّر الكتاب والذي خصّ به جيلا من
الشباب العربيّ، يأمل المؤلّف أن تتجسّم فيه ملامح النّهضة العربيّة الموعودة، بعد أن
ظلت قرنين موؤودة : «جيل يأخذ العبر من تجارب التحديث الناجحة في العالم وفي
مقدّمتها التجربة اليابانية، وينفتح على جميع العلوم العصرية دون خوف أو مركّب
نقص ليَعْبُرَ بالعرب إلى حداثة حقيقيّة .»
ولاحظ الدكتور مسعود ضاهر في ختام مداخلته، «أنّ الشعب الياباني عرف دوما
كيف يواجه المتغيّرات الدولية ليتكيّف معها بسرعة ويوظّف كامل طاقاته للدّفاع
عن مصالح اليابان العليا، بالقوة حينا، وبالطرق السلميّة حينا آخر. وفي الحالتين
احتلّ اليابان موقعا متقدّما بين الدول الأكثر حداثة والأكثر مساهمة في إغناء
الثقافة العالمية، دون أن يفقد طابعه الحضاري الأصيل ويتخلّى عن كثير من تقاليده
الموروثة .»
واختتم اللقاء بنقاش شاركت فيه نخبة من الجامعيّين التونسيّين، منهم الأساتذة
علي المحجوبي وفتحي القاسمي وعبد اللطيف الحناشي.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات