كانت هذه إذن بعض المواقف النّظرية في بلورة مفهوم الهويّة و في نقده داخل مختلف الحقول المعرفيّة التي اهتمّت بالموضوع : في الفلسفة و الأنثروبولوجيا و علم الإجتماع، عرضناها على سبيل الإستكشاف و الملامسة الأوّليّة لا على سبيل الإستيفاء و التقصّي، حاولنا من خلالها الحفر في المفهوم و متابعة حركة تطوّره في أزمنته المعرفية المختلفة: في الفكر الفلسفي اليوناني القديم، في الفكر الإسلامي الوسيط و في الفكر الغربي الحديث و المعاصر، للوقوف على أصوله و أبعاده، تراكماته و تقاطعاته، تحوّلاته و حقول استخدامه، تحدونا رغبة ملحّة في رفع الإستشكال عن هذا المفهوم، و فتح سؤال "من نحن؟" الذي مازال منغلقا على متنه الخاص و محتجزا من قبل ممارسة سياسيّة إقصائيّة، على مكتسبات الحداثة الفكريّة و استيعاب دروسها و مواكبة تحوّلاتها و توسيع دائرة تداولها، تدعيما لجبهة الكتابة النقدية عندنا و استنفار الوعي بضرورة اختراق فضاء السائد و تقويض الصورة المطمئنّة عن الذّات التي تتغذّى عليها خطاباتنا…