إن الحديث عن ابن خلدون و الحداثة,لا يعني أبدا أن لعبد الرحمان بن خلدون علاقة بالحداثة ,أو أن هذا المفهوم قد دخل الثقافة العربية أو الإسلامية أو العربية الإسلامية بفضل ابن خلدون,أو كان موجودا فيها أصلا.لأن ما نشهده اليوم في معظم البلدان التي تنتمي إلى هذه الفضاءات الثقافية غير المتجانسة هو الفقر و التخلف و الجهل و البطالة و الاستبداد بكل أشكالها.و لكن المقصود من علاقة ابن خلدون بالحداثة يتعلق بالأساس بمما إذا كان العلم الذي بشر به ابن خلدون يسمح لنا اليوم أن نفهم أسباب هذه الآفات الاجتماعية و السياسية لتجاوزها,و يتعلق بما إذا كان الاجتماع الخلدوني يقدر على تشخيص هذه الآفات .كما أن المقصود من هذا العنوان هو الإشارة إلى بعض المواضيع ذات الصلة الوطيدة بالحداثة ,و التي اعتبرها بعض الدارسين لابن خلدون موجودة في المقدمة ,من ذلك موضوع "الترقي" الذي عرج عليه فانسون مونتاي في ترجمته لكتاب المقدمة ,و علي عبد الواحد وافي في تقديمه لنص المقدمة الذي حققه و علق عليه,و درسه الأستاذ محمد الطالبي في مقال خصصه لهذا الغرض.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات