هذا الكتاب إطلالة على الفكر الغربي المعاصر في مجال الفلسفة في علاقتها
بالفن. وقد اختيرت نصوصُه من قراءت لفلاسفة النّصف الثاني من القرن العشرين.
ولا يخفى أنّ الإستتيقا فرع من فروع الفلسفة تتناول المدركات والحواسّ والجمال
وكلَّ ماله علاقةٌ بمصطلح فنّ في جميع تجليّاته )موسيقى، شعر، رسم(. ورغم
أنّ لكلمة استتيقا جذورا إغريقية فلم تكن معروفة في القديم نظرا إلى أنّ علم
الإستتيقا لم يظهر إلاّ في العصر الحديث في سياقات ألمانية. و يعود الفضل في ذلك
إلى الفيلسوف الألماني ألكسندر قوتلياب بومقارتن )ت 1762 (، الذي استحدث لفظ
إستيتقا في معناه الجديد وعرّفه بكونه علم معرفة المحسوس الذي سيصبح مسألة
من مسائل الفلسفة. ويمكن للاستيتيقا أن تكون ميتافيزيقا للحقيقة تحرص على
الكشف عن أصول الجمال المحسوس. كما يمكن لها أن تكون تنظيرا لكلّ ما هو جميل
لتصبحَ بذلك علما معياريّا إلى جانب علمَيْ المنطق والأخلاق.
وقد سعت الأستاذة رشيدة التريكي ونخبة من الباحثين إلى تبيان العلاقات الماثلة
بين مفهومين أساسيّين ينتميان إلى مجال نشاط الإنسان، هما الفنّ والفلسفة. وذلك
بترجمة جملة من النصوص المختارة ممّا كتبه دريدا وياوس وآدرنو وفوكو
وبوحديبة وغيرهم وكان ذلك في جملة من الاهتمامات التي ظهرت في هذه الإطلالة
في الفصول التالية : الفصل الأوّل : الفنومنولوجيا والهرمنوطيقا، الفصل الثّاني :
النظريّات الاجتماعيّة في الفنّ، الفصل الثّالث : اللّغة وتقبّل الأثر الفنّي، الفصل
الرابع: جماليّات الاختلاف، الفصل الخامس : المخيال والحضارة، الفصل السّادس :
الفنّ وما بعد الحداثة.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات