نريد بفضل هذه القراءة الجديدة إعادة موضعة أنثروبولوجيا سبينوزا و سياسته ضمن نسقه العام، و تبيان كيف أنّهما، بدلا من أن تنفصلا عنه أو أن تحلّا فيه محلّ التذييل، تندمجان فيه و تؤلّفان عنصراً من عناصره الهيكلية. إنّنا ننطلق من فرضية أنّ السبينوزية، بعيدًا عن أن تكون مجرّد "ثيوصوفيا"، إنّما هي أيضًا مذهب أنثروبولوجي و سياسي...
إنّ غرضنا هو أن نتقصّى مذهب سبينوزا و أن ننزّل ضمنه مبحثه السياسي، فنبيّن أنّ المشروع السياسي ليس ثانوياً أو عرضياً بقدر ما ينصهر في النواة المركزية (الإيتيقا) حتى و إن كان الخطاب السياسي يُطرَح في كتابات جانبية (الرسالة اللاهوتية السياسية و الرسالة السياسية). إنّنا نريد أن نتطلّع إلى ما تكشف عنه النصوص، و الإنجاز الفعلي للمذهب، و بنية النّسق برمّته: التطلّع إلى وجود نسق فلسفي سياسي عند سبينوزا. و لا يمكن اختزال هذه الفلسفة السياسية في مجرّد أفكار عن السياسة، بل إنّها تقوم على تأمّل الطابع الجوهري للسياسي ذاته...
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات