هذا الكتاب تعريب للفصول الثلاثة الأخيرة من الجزء الرابع من «نظام العالم »
لبيار دوهيم، وهو كتاب جليل القدر، عالج فيه صاحبه نشأة الأنساق الفكريّة في
الغرب مواصلة لفلسفة أفلاطون وأرسطو.
وسيجد قرّاء العالم العربي الذين سيطالعون هذا الكتاب تفتّحا كبيرا على الفكر
اليونانيّ وعلى مصطلحاته، وهو أمر أساسيّ. وسيتاح لهم بعد ذلك أن يقرأوا النصّ
بطريقتين متكاملتين : الأولى للتعلّم بغية التوجّه فيما بعد نحو الفكر اليوناني،
والثانية لقراءةٍ شخصيّة أكثر نقديّة. ذلك أنّ «دوهيم » يدرس آثار المؤلّفين
العرب والمسلمين مستشهدا بترجماتها اللاتينيّة، فيتعيّن إذن القيام بعمل على غاية من
الأهميّة في هذا المجال، قد يكون هدفه إصدار حكم على الأعمال المنجزة – انطلاقا
من اللاتينيّة – بخصوص مذاهب الفلاسفة، وذلك بالرجوع إلى النصوص العربيّة
نفسها التي أصبحت منشورة أكثر فأكثر والتي تسمح بتكوين فكرة عن قيمة ما
أمكن استخلاصه من النظر في الترجمات اللاتينيّة )وقد غدت هي الأخرى أسهل
منالا(.
استخدم المترجم في الغالب اللغة المتداولة لدى أعلام الفلسفة والكلام الأوّلين،
ولم يلجأ إلى نحت كلمات قد لا تُفهم جيّدا، تتذرّع بالتجديد والحداثة. وفي الحالات
الأكثر دقة، فإنّ اللفظة اليونانيّة أو اللاتينيّة أو الفرنسيّة وُضعت بين قوسين إثر
الكلمة العربيّة الموافقة لها، وهو ما يزيد في الاطمئنان لهذه الترجمة.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات