يمثّل توديع القرن مناسبة ثريّة لوقفة تأمّل لننظر أين نحن؟ أين كنّا؟ وإلى أين
نسير؟ ثمّة أعمال تنتظر الأجيال القادمة لا يمكن ضبطها إلاّ بتقييم لجملة ما أنجزه
المجتمع التّونسي وتحديد المخاطر التي تحدق به في الوقت الحاضر. وشارك لهذا
الغرض عدد من العلماء والباحثين في هذه العمليّة التقييميّة، فبحث الأستاذ الهادي
التّيمومي في تمفصلات التاريخ التونسي في القرن الأخير، وسلّط المناضل الرشيد
إدريس الأضواء على الأدوار السياسيّة التي تتلاعب بنا، وأبدى الأساتذة بن سلامة
ومحجوب والزغل رأيهم في المسيرة الاقتصاديّة، وأبرز الأستاذان طعم الله وديتجن
الوزن الديمغرافي في تونس الأمس وتونس الغد، وتعرّض خبيران في علم الاجتماع
وعلم الاقتصاد الأستاذان بوكراع والمنّوبي إلى ما يمكن أن يكون عليه المواطن
التونسي في القرن القادم.
أمّا الأستاذ الشّاذلي القليبي، الذي لعب دورا بارزا في الحياة السياسيّة والثقافيّة
التونسيّة، فقد قدّم تحليله وتصوّره لمكانة تونس والتونسيّين في المستقبل. وعن
تحدّيات المستقبل أيضا، تحدّث المفكّر العربيّ مطاع صفدي، في حين حلّل الأستاذ
أحمد معتصم المعطيات الثقافيّة التي تتحكّم في المحيط الثّقافي المغاربي. وختاما،
تولّى الأستاذ «جيروم بيندي » المختصّ بمنظمة اليونسكو في الدراسات الاستشرافيّة
تقييم الحظوظ المستقبليّة لمجتمع نام بدأ يخرج من طور النموّ مثل المجتمع
التّونسي.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات