يكتسي مفهوم الدولة أهميّة كبرى نظرا للاختلاف في المواقف ونظرا للمؤثّرات الجديدة التي فرضتها العولمة، ممّا دعا إلى إعادة النظر في هذا المفهوم، وما ترتّب عن ذلك من تداعيات على أرض الواقع. فالمؤرّخ يتناول مسألة ميلاد الدولة وتجذرها في التاريخ، والفيلسوف يعالج حالة «الفطرة » في الدولة الأولى أو يركّز على جدليّة العلاقة بين السلطة التي لابدّ منها وحرّية الفرد التي لا غنى عنها. أمّا مفهوم الدولة في عصر العولمة فهو يُبرز فكرة المواطنة والأبعاد الجديدة للعلاقات بالمؤسّسات الوطنيّة والدوليّة. لذا، أصبح من الضروري تجديد المسؤوليّات وإعادة توزيع الأدوار، وغدا رجل القانون مدعوّا إلى تحديد مكانة القانون، بعد أن تغيّرت العلاقات بين المواطنين والدولة داخليّا، وبعد أن تبدّلت العلاقات بين الدول فيما بينها خارجيّا. ولتوضيح هذه الإشكاليات، دعا «بيت الحكمة » قرابة العشرين من كبار المفكّرين العرب والأفارقة والأوروبيّين للتحاور في المسائل التّالية : الدّولة في الفكر الفلسفي: ما أوجه شرعيّتها؟ نظريّات الدّولة، الدّولة في التّاريخ، الدّولة ومساهمة المواطنين. وتمّ تناول القضايا المطروحة من خلال أربع مقاربات : المقاربة التاريخيّة، المقاربة الفلسفيّة، المقاربة القانونيّة، المقاربة السياسيّة.