درست في هذا الكتاب تاريخ تونس القريب (1956-1987),بجوانبه السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الدينية و الثقافية,و التاريخ القريب جدا من عسر ما يمكن تناوله,و لكنه أيضا من أشد المواضيع إغراء بالخوض فيها,و ربما كانت من من أشد الأمور فتنة و خداعا,و مرد ذلك عدم توفر المساحة الزمنية اللازمة بين المؤرخ و الأحداث.و لا شك أن القارئ يدرك صعوبة مهمتي. و لقد بذلت في هذه الدراسة جهد الطاقة,و إن كنت كلما أوغلت في طواياها الاقتصادية و السياسية و الثقافية,شعرت أنني مازلت أقف منها على الأعتاب ,لكن ما أحرص على تأكيده هنا هو أنني لا أدعي أبدا أنني بلغت كل ما أبغيه من الدقة أو أنني عالجت كل المواضيع و الأحداث و الظواهر,لأن الإحاطة الشاملة بالجوانب الرئيسية من تاريخ تونس القريب ليست عملية سهلة و لأن المادة الوثائقية غير متوفرة دائما و لأن الكثير من الذين صنعوا أحداث هذه الدراسة لا يزالون أحياء يرزقون,الأمر الذي يثير الكثير من الحساسيات و يجعلني أمشي فوق رمال متحركة,و هذه هي العقبة الكأداء التي يرتطم عليها التاريخ المباشر أو تاريخ الزمن الحاضر.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات