صدر هذا الكتاب الجامع المفصّل عن مؤرّخ تونس الكبير العلاّمة حسن حسني عبد الوهّاب الذي اقتفى أثر ابن خلدون صاحب «كتاب العبر »، فصنّف «كتاب العُمر » ليكون ديوان المبتدأ والخبر في الحضارة الإسلاميّة والثقافة العربيّة بتونس منذ العهد العربيّ المبكّر وخلال عصور المجد الإسلامي المتجذر. ولاشكّ أنّ عملا ضخما ومضنيا كهذا استدعى التنقيب عن تراجم المتقدّمين والتقاط آثار المؤلفّين من بين المخطوطات والمطبوعات، وتدوين آدابهم المبثوثة في مختلف الجهات بين كتب الأخبار والسّير والطبقات وما جاء في المجاميع وغيرها من المؤلّفات. ولمّا توفّي المؤلّف سنة 1968 كانت أهمّ محتويات هذا الكتاب قد نشرت من قبل في كتابه : «ورقات عن الحضارة العربية بإفريقية التونسية » الذي أصدره سنتي 1965 و 1966 ، وهي : 1 – مقدّمات الكتاب : - انبثاق الحضارة التونسيّة - قصّة الثقافة التونسيّة - العناية بالتعليم - العناية بالكتب وجمعها 2 – تراجم مجموعة من العلماء والأدباء والأطبّاء. أمّا بقيّة الكتاب فقد ظلّت في شكل ملفّات وجذاذات، وكانت تحتوي على مجموعات من التراجم نصف الجاهزة، فتولّى الأستاذان محمّد العروسي المطويّ وبشير البكّوش مراجعتها وإكمالها، خاصّة أنّ بعض المصادر التي اعتمدها المؤلّف كانت مخطوطة وطبعت بعد وفاته، أو صدرت طبعات جديدة ومحقّقة لم يطّلع عليها. وهكذا جعلا من الجذاذات صفحات دون طمس لأسلوب المؤلّف ولا تنكّر لمنهجه.